صرخـة مظلـوم
ـــــــــــــــــــــــ
إنها اللاء الأخيرة ...
إنها لاء الغضــب .....
إنها لاء السجيــن.... إنها لاء الثعـب...
إنها لاء التعيـس .. وليس فيها من عجب
إنها لاء المهــان ....من أناس بلا نسب
إنها لاء المكـبل .. بالحديد ....وجلده يكوى بنيران ..
من أعقاب السجائر والحطب
إنهـا لاء الأسير في زنازين الطغاة ..
بغـير ذنب ، فقط بحريته رغب ..
إنها لاء الفقــير .. الذي عرف الحياة بطعمها المر ..
وما عرف النحاس ولا الذهب
قلـد الأنواط والأوسمة بإسم الجهاد والفداء ..
والجوع منه بالغ الحد .. ومداسة كرامته وعقله مغيب..
آماله ..أحلامه ..دست ببحر الثلج .. تنعم بالهناء
وعقله مغيب عن كل ما حوله ..وإن قال ، أو حاول التقدم ،
يضرب بالسياط حتى يعود الى الوراء..
ولاءه .. كانت دفينـه في بؤرة القلب ..في الفؤاد ..
إنها لاء كبيرة .. لاء ..نمت من لا .. ولا ..وألف لا .. ولاءات كثيرة
نطقت بها أفـواه كممـهــا الفسـاد..
إنها لاء المظالـيم .. لاء مظلوم وصرخـة خرجت ..
بعد عجز النفس عن حمل خوف ..
قد ملآ أجزاء منهـا في سنين قد مضت .
إنها صرخة أم .. وبها عن فقد إبنها عبرت ..
عن فقد زوج كان يحضن حبها وفي هواه تعذبت .
إنها صرخة طفل .. طفولته قد بعترت ..
وفتاة قادها السفهاء للرذيله وأفسدت ..
إنها صرخة .. أبناء الوطن من الشباب ..ومن البنات
من رؤوا أحلامهم ..آمالهم ..محصورة بين التألم والأهات..
وثمارها عنوسة ..تدمي قلوب خاليات..
فأبوا أن يذعنوا للذل .. وللهوان والخوف من ظلم الطغاة..
إنها صرخة والـد .. أعياه فقــره .. وضيق صدره ..
إنها صرخة عاجز ومريض رضي بقـدره..
إنها صرخة جدران المباني وكل أرجاء البلاد ..
إنها صرخة أهل الخير لصنع الخير من أجل العباد ..
إنها صرخة كبيرة قـد تلقتها الجبال ...
فرددتها .. وملأت بصوتها كل أرجاء الفضاء ..
وصلت الى المولى الكريم .. سبحانه لبى النداء ..
نداء مظــلوم تحصن بالدعاء ..
وصدى نـداءه .. قد صـم آذان الكبار الرذلاء ..
فدسوا الرؤوس في التـراب كالنعام .. الجبناء .
ونعتوا العباد بكل أوصاف البغاء..
وظنوا إن النصر يحدوهم ..بل بأيديهم ،
فصاروا يهللون .. ويحفلون بنصرهـم ..
وقد نسوا أن النصر من رب السماء ..
وتحصنوا بالمال والسلطان والجبروت وآلات الفناء.
وهم الذين تحزموا بوهم التعسف ..
وأما سيوف الخوف والتفقير جعلوها للناس غطاء ..
وهـم إرتدوا أقنـعة الخـوف .. وصاروا يعيشوا في الخفاء
وطوقوا أنفسهـم بالمكر والكذب وكل أنواع الدهاء ..
وعاتوا في الأرض فسادا ، وعاملوا الناس بكل الكبرياء .
وحولهم جعلوا بناء من قصور وجدار من حجر ..
ومنـها آلات الوفاء ..
ثم أسوار الرجال .. وإستحسنوا حراسهم من النساء والسفهاء ..
ومن خـوفهـم صار ضهورهم في الخفاء ..
لأنه من فعـلهم باتوا يخافون العباد البؤساء ..
ومن سماع (الله أكبر) ..ولا .. ولا ..وألف لا ....
وصراخ شعـب صار يملأ الدنيا صباحا ومساء ..
فظنـوا أن العنف والتقتيل .. يحمي الكبار من الصغار البلهاء
وإنهم سيخلـدوا فيها بلا نهايه .. سلاطين يحدوهم إباء ..
ونسوا بأن هذه الدنيا مصيرها للفنــاء .. وإن لله البقاء .
وإلا فأين الأولين .. من الأكاسرة والأباطرة ..أمثال :
كسرى .. وفرعون وكل الأغنياء ..؟؟؟
وأين كبار هذا الزمـال من الرجال ومن النساء ..؟؟؟
ربـاه ..آه ..كم من عبادك ..
نسوا حسابك .. ثم عـفوك أو عقابـك .. وفضلوا فيها البقاء .
يبغـون خلـدا ..ونسوا بأن الخلد لله الذي خلق السماء ..
والله أكبر .. على الذين طغوا وأفسدوا الأخلاق ومارسو كل البغاء ..
والله أكبر ناصر الحق .. ومعين كل مظلوم قد إستغاث بالرجاء ..
والله أكبـر من كل ظالم .. وكل طاغ ..
ويا رب صلي على النبي المصطفى ..
والحمد لله الرحيم بالعباد الضعفاء ..
منيرتاج الدين منير
ـــــــــــــــــــــــــــ
السيلاوي// الغريفة
10 ـ 11 ـ 2011م