من وصية لويس التاسع...الى تركة سايكس بيكو...لويس التاسع الملك الفرنسي وقائد الحملة الصليبية السابعJة على العالم الاسلامي
ادرك ان لا سبيل لاحتلال القدس الشريف..الا باحتلال مصر وفصلها عن عالمها
الاسلامي وإخراجها من دائرة الصراع والقضاء على قوة الايوبيين فيها...
_ الملك لويس التاسع ادرك ذلك فيما لم يعد ( العرب ) ..أنفسهJم اليوم يدركون
ما أدركه ذلك الملك ( الصليبي ) من قوة العقيدة الاسلامية الهائلــــــة في ارواح
المسلمين..توحد امتهم عليها ..ومدى تأثير الرابطــة الايمانيــة القرآنيــة الساميــة
وتأثيرها في نفوس المسلمين....
التي يضطلع ( أعراب ) اليوم بتجاهلها..بل التنكر لها..والعمل الحثيث
على محوها..واجتثاثها من نفوس وارواح القوم ..وتقديم روابط الدم والعــرق عليها
_ وإثر هزيمته الساحقة في معركة المنصورة امام جند الاسلام الغـــــــــر الميامين
وبعد انفكاكه من الاسر عاد الملك الصليبي ليعلن في قومه :
( إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هزمتم أمامهـــم في
معركة السلاح ولكن حاربوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم .....)
_ ومنذ ذلك الوقت والمستشرقون والصليبيون التلموديون يبذرون بذرهــم الشيطاني
الخبيث..وينشؤون قادة الاستعمار الجديد ويعبئونهم تعبئة صليبية فكرية وأيدولوجيـــة
تضع تفكيك العالم الاسلامي روحيا وماديا همها
الاعلى...
_ الذين يقرؤون التاريخ ..ولا تعمى قلوبهم التي في الصـــــدور..يدركون تماما ان
الاستعمار الغربي الحديث لبلاد المسلمين لم يكن لا ضــــربا من ضروب الحملات
والحروب الصليبية على بلاد المسلمين...وان تداخلت
وذلك المصالح والاطماع الاستعارية وتوزيع مراكز النفوذ الغربي...وهو ذا الجنرال
اللنبي يركل قبر صلاح الدين الايوبي رحمه الله بحذائه فور احتلالـه دمشق مخاطبا
إياه : ها قد عدنا يا صلاح الدين....)
_ ورغم كل الفتن في هذه الامة..فلأول مـــرة في تاريخها ..يقف فيها ( المسلم )
جنبا الى جنب..وفي الخندق الواحد في الحرب مع الصليبين والمشركين وأعــــــداء
الامة ضد إخوتهم المسلمين ...
_ وليضرب سايكس وبيكو مشرطهم في جسد هذه الامة ..ويقطعوا جسدها الواحـــد
اكواما من اللحم المتناثرة
المتبعثرة..ويمزقوا اوصالها .. اقلليميات..وهويات..وجنسيات..وحدودا وسدودا....
_ وليات ثمة ..من بعد وكلائهم وإجرائهم على هذه الديار..ويبقوا على تركة سايكس
وبيكو في هذه الامة ( ويعضوا عليها بالنواجذ ) ..بل وليقدسوا تمزيق جسد الامــة
الواحدة... وتقطيع اوصالها تقطيعا...
_ ولان ( يتقدم ) القوم ( التقدميون ) في الذل والخزي والعار...( تقدما ) فظيعا
_ ويبتدعون النظريات الوثنية غربية وشرقية سواء...والعلمانيات الصنمية ..بديلا عن
عقيدة الامة الاسلامية الواحدة..ناقضة لها ونقيضا....
_ وبلا وازع او ضمير في امتهم ..ولا حياء من دماء شهدائها وقادتها الاخيار الابرار
وبدون ادنى خجل من وجه الله ورسوله يعلنون ان عقيــــــــــدة الامة ظلامية و رجعية
ويعملون فقط على اساس فصل الدين عن الدولة...وحشر العقيدة الجليلة التي ما عرفوا
التوحد والعزة والمنعة والكرامة والنصـــــر يوما الا بها وعلى يدها...ومحاصرتها في
( الزوايا ) و ( التكايا ) و ( دور العبادة ) ..يقولون ذلك غالبا...
_ تلك النظريات الوثنية والعلمانيات الصنمية التي فتنت ارواح العرب والمسلمين واقامت
الحدود والسدود بين ديارهم..وشتتت شملهم وأغرقتهم في غوغاء الصراعات الايديولوجية
..ثمة فالدموية تاليا,,,والتي لم تزل تتنكر لرسالة الاسلام وتشن عليه الحـــرب الضروس
والشعواء...
_ باعثة لنعرات الدم والعرق والقوميات الطائفية والاتعزالية...
_ التي اوهنت الامة وبعثرتها وبعثرت الطاقات..واهدرت القدرات وسفحت الموارد والثروة
الطائلة والامكانات..
_و تريد وهي ذيل لكل اعداء الامة..ان تجعل ( الاسلام ) ذيلا لها...
_ ورصيدها في هذه الامة الصراعات الايديولوجية ..والدموية...الدكتاتورية
والقهر والاستبداد والتسلط...ووظيفتها السلب والنهب..وتجنيد قوة الامة العسكرية في حماية
انظمتها ..كراسيهم..القابهم..ومراتبهم..وغنائمهم...
_ _ ولتبقى الامة..كلها..غارقة في التخلف والظلام والعدوانية والانهزامية..والقهر والظلم
والظلمات السرمدية....
_ واسلوبها التضليل والتزوير والتزييف .تقوده ابواق اعلامية هائلة مسخرة لها ..
و تحت أسماء ومصطلحات كل ( الشعارات ) العظيمة الاصيلة التي لم يجيء رسالة الامة
الا بها ولها..قولا وعملا بناء...وتقدما وازدهارا..
اخاء ومساواة وكرامة وعدالة...؟؟؟!!!
_ ذلك قبل ان يرتد الجميع ردة اقليمية مخزية ومقيتة ..يتناصب القوم خلالها العـــداء حتى
حدود الصدامات العسكرية...وتمزيق كل وشائج العقيدة والامــــــــــة والتاريخ والجغرافيا
الماضي والحاضر
والمستقبل والمصير ..الامال والاحلام والاشواق...وفي انتفاخ زري بكبرياء جهل وجاهليـة
لم تكن هذه الامة لتشهد قدرا يسيرا منه أو مثيلا له ولا في اشد عهد من عهود انحــدارها
او اندحارها يوما
_ وهكذا ومن مواقع امة مجد وكبرياء حضارية وانسانية ووطنية عارمة..من مواقع العــزة
والمنعة وكرامة الانسان وكفايته ورفع
ضغوط الحاجات ولعناتها الاثيمة في الدنيا,,,,يعيش اليوم اغلب ابناء
هذه الامة حالـــــة من الاحباط والياس وطنيا وقوميا ..حضاريا وإنسانيا ..وعلى المستويين
الفردي او الجماعي معا ..إلى ظروف شاقة واوضاع كئيبة من العوز والفقر والبطالـــــــة
وضنك الحياة لا يكاد ان نجد له
مثيلا حتى لدى البلدان الشديدة الفقر والموارد والثروات الطبيعية...
_ إلى دمار اجتماعي عارم في انفصام وانقسام ارواح الناس في عدم
قدرتهم التوفيق والموائمة بين مفاهيم وتصورات حياة تفرضها العلمانيات الاثيمة على النمط
الغربي الفاسد او الشرقي الملحد
وبين مفاهيم وتصورات عقيدة دينهم الاسلام في حياتهم وآخرتهم
وان نظرة او مجرد التفاتة يسيرة الى اعداد عشرات ملايين العوانس المتسارعة التصاعد
في هذه الامة لتصيب الضمير الزكي برعب وفزع وألم هائل..
_ ناهيك عن الصراعات الفكرية والايديولوجية والدموية والطائفية
والحزبية....
_ إلى موقف هذه الامة العصيب امام وجه ربها عز وجل في تجاهلها
وتنكرها لدين التوحيد المنزه عن الشرك..في آخرتها...
_سياسيا..اليوم بالذات حيث تقف كل تركة ..وكلاء واجراء سايكس بيكو..الذين تولــــــوا
شؤون هذه الامة بعد رحيل الاستعمار الصليبي مظهرا لا جوهرا...والامة المختطفــة من
قبلهم عاجزة ذليلة صاغرة مستجدية السلام من عدو مسلح..صغير جدا ضئيل جدا رغــم
عشرات جيوشها..وامتداد اصقاعها و مئات ملايين تعـــــداد سكانها...ومليارات تريليونات
ثرواتها فيما يصاب هذا العدو الهائل في نظرها بهستيريا الرعب والهلع والفـــزع من قبل
حزب عقائدي اسلامي محدود رقعة الارض ضئيل الامكانات لا يتجاوز عدد عناصر مقاتليه
مجرد بضع آلاف...حاسبين له من الحسابات ما لا يحسبون لتركة سايكس بيكو الهائلة العدد
الشاسعة المساحات الضخمة القدرات والامكانات....
_ ولا مدّكر..ولا معتبر...؟؟؟!!! أم ماذا.....؟؟؟؟!!!!!
_ وحتى في حالة حسن الظن....
_ فمصداق سنة الله عز وجل في هذه الامة :
( من عصاني وهو يعرفني..سلطت عليه من لا يعرفني...)
( ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتني
اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنستها وكذلك اليوم تنسى....)
_ ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم ينعمته اخوانا وكنتم على
شفا حفرة من النار فأنقذكم منها...)
_ ( ان تنصرو الله ينصركم ويثبت أقدامكم...وان يخذلكم فمن ذا الذي
ينصركم من بعده.....)
_ وهو ذا الفرق اليوم بين صورتين لهذه الامة :
_ بين وصية عمر ابن الخطاب : ( نحن قوم اعزنا الله بالاسلام
وما ابتغى العرب العزة بغير الاسلام الا وأذلهم الله...)
_ وبين وصية لويس التاسع ووكلاء سايكس بيكو :
(إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هزمتم أمامهم في معركة السلاح ولكن حاربوهم
في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم .....)