ناكــر العشرة
تقول إحدى النساء ..
إنها تزوجت في أوائل سبعينيات القرن الماضي ، وحسبما تعتقد
فقد كان زواجهما عن حب ، وكانت الظروف في ذلك الوقت يعني
تحت الوسط أشويه . وفي حكايتها قالت :
وكان الشاب الذي تزوجته يعمل معي في المجال الفني . وحسب
ما قاله لي في ذلك الوقت إنه أختارني من دون الفتيات الأخريات
اللواتي يعملن معنا لأنه يحبني ولن يفرط فيا أبدا .
وصدقته وتزوجنا وفرح زملائنا بزواجنا ، ولكن قد يكون بعض من
أهله غير راضين عن زواجنا ، وتحت إصراره هو تم الزواج .
والحقيقة إنني بالفعل أحبه وتمنيته وكان يوم زفافي له أجمل يوم في
حياتي ، ولن أنساه أبدا ، وأستمرت حياتنا على أحسن ما يرام ، فقد
سافرت معه الى (.....)عندما أوفد للدراسة مع بعض الأصدقاء خلال
السنوات الأولى لزواجنا ، وتحملت معه كل شيء ، وعشــت معه على
المرة قبل الحلوة التي صارت تتناقص وخصوصا بعد عودتنا الى أرض
الوطن وأنجبت ولدنا الثاني .
فزوجي كان يشرب الخمر بلا إحتساب .. وكان يرجع دائما الى البيت
سكرانا عقاب الليل ، وكنت أعاني منه الكثير محاولة ستر حالنا البائس
وأظهر إننا في غاية السعادة في الوقت الذي صرت فيه لاأتذوق الا كل
المرارات . فقد صار حالنا في عوز شديد وقد كبرت الأسرة بعد ولادة
إبنتي الثانية في أواخرسبعينيات القرن السابق ، وتعلم زوجي (الحشيش)
وصار يأتي بأصدقائه الى البيت ويسهرون الى ساعات متأخرة من الليل ،
لقد صار زوجي لا يهمه في بيتنا شيء حتى أطفالنا صاروا لايرونه دائما
وقد لا تصدقون إن إبنتته الثانية صارت تخاف منه عند قربه منها لأنها لا
تعرفه ، من قلة رؤيتها له ، فهوأما أن يكون نائما أوفي العمل أو خارج
يقضي السهرة مع أصداقائه بره من البيت ، وإن كان بالمربوعة،فويل لمن
يقترب من بابها من العويل ، الا أنا الخادمة غليهم في تحضير(الميزة)أو
عند طلبه الماء المثلج أوالشاي الآحمـر الحلو في صخان كبير أو الفحم ،
والذي يطير عقلي إنه عندما تكون السهرة في منزلنا فإن الخيرات السبعة
يوفرها ، ولا نذوقها الا بالخنبة .. حيث أكثر من قطع الباطلطا والطماطم
والكروم الزهرة المقلي ـ أعتقد إنهم من كثرالشرب (الخمروالحشيش)هم
يحسبوه لحم مقلي ـ وأما في سائرالأيام فأحيانا نقف عن أكل الخبز الا إذا
طلبتـه من الجيران الذين يعرفون ما أعاني ويبعثون لي من وقت الى آخر
ببعض الحاجيات ، والتي لم يسألني عن مصدرها زوجي قط وهذا يؤلمني
بالطبع ، ولكن ماذا أفعل فكلمة واحدة مني تجعله يولع في البيت كله ..
ولهذا لأبتعد عن المشاكل وأحافظ على بيتي رغم قلة سعادتي فيه ، ولكنني
أنظر الى أطفالي والى حال زوجي الذي أرى أنه شبه وحـيد من خلال ما
أراه من معاملة بينه وبين أهله الذين لم يدخلوا بيتنا قط . أتحمل كل شيء
واستمرت حياتنا على هذه الحال وكنت أقول أصبري سيرجع زوجك اليك
يا نفسي في القريب ، ولكن في الوقت الذي أصـبر فيه نفسي أرى زوجي
صار يتأخر كثيرا قي الليل ، وحتى سهراته التي كان يعقدها في البيت في
كل يوم خميس تقـريبا قـلت وصارت متباعدة ، ولكنني لم أهتم ، وأنا أقول
في داخلي أحسن ـ وزي ما يقولوا جت منك يا جامع موش مني ـ ملا فكّه
من ها السكارة اللي ضيعوا الراجل ، ولكن أسال نفسي وين يسهروا أمال
وين يسهر الراجل كل يوم الى قريب الفجر، لين حتى حقي الشرعي موش
أمحصلاته منه ..
وفي يوم من أيام عام 1981م ..
كنت نزلت من البيت عندما شعرت بضيق شديد ، وكانت المفاجأة التي لم
أكن أتوقعها في حياتي أبدا فقد إلتقيت مع أحد زملاء زوجي ـ وكان دائما
ألاحظه يحاول التحدث معي عندما كانت تعقد السهرات في بيتنا ـ وعندما
رآني في الشارع أتمشى وحدي جاء وسلم علي ، ومن فضولي سألته كيف
الحال وين السهريات والا خلاص بطلتوا ، فقال ببرود تام كيف السهرات
هذا وين حلت وقادِّين نسهروا مع(.....) زوجي ، في بيته ، فسكتت ولم
أنطق ، وأسرعت وأنا أقول تعطلت هيا مع السلامـة .
وكنت أسير مذهولة وأسأل نفسي في بيته !! كيف وين بيته ؟؟ !! ..
ورجعت الى البيت ، ولم أرتاح ، فقـررت الذهاب الى عمل زوجي ..
وأنا داخلة من الباب الرئيسي إلتقيت بواحدة من الموظفات فسلمت علي
وأنهت سلامها بكلمة (مبروك على .....) ..
إتسعت عيناي وصرت أسمع دقات قلبي المسرعة .. ورعشت ركبتاي
ولم أستطيع مواصلة السيرفجلست على درج السلم ، وفقت على يد أحد
الموظفين وهو يهمزني في كتفي ، وهو يقول أنا أبوك .. أنا أبوك ..
فقلت شنو الكلام .. فقاطعني الكلام صحيح وهي موظفة معنا وتعرفيها
أنت عز المعرفة .. ولا تزعلي لأن زعلك لن يحل المشكلة ، والزواج
توه ليه قريب الحمسة أشهر ، وأنا كنت أنظن أنك تعرفي ..
موش إيقولوا الزواج الثاني يتم بموافقة الزوجة الأولى ..
فقلت أشكوه لله ناسي العشرة .. أشكيه لله ناكر العشرة .
وأنا أطرح هذه المشكلة للبحث في حلها وأشيروا على هذه الزوجه .
الأم المسكينة المكافحة ماذا تفعـل ..
وفي إنتظار الحلول .